هذه القضية ليست كغيرها من القضايا، هذه قضية مفصلية، قضية مفتاح، فتحها و تحويلها إلى قضية رأي عام -رغم تجاهل وسائل الإعلام لها- سيحمل الإجابات لكل قضايا الشهداء و الجرحى، سيسقط الرؤوس و يصحح التاريخ .. تاريخ الثورة التونسية. نشر هذه القضية، تداولها، تحويلها إلى القضية الأولى هو واجب نحو الوطن، واجب نحو التاريخ
أذكر بتفاصيل القضية
التاريخ 16 جانفي 2011،المكان بنزرت
الإحداثيات الجغرافية الدقيقة لمكان الحادث
+37° 16' 17.49", +9° 52' 8.59"
دورية عسكرية تحت قيادة الرائد منذر بنوري متمركزة أمام بنك الإسكان
تارزي يقوم بفتح حانوته، يشوف مرسداس قديمة يهبطو منها أربعة لابسين فيستات كحل و مهبطين فاليجات دخلو للعمارة إلي بحذا حانوتو
التارزي مشى يجري للجيش يحكيلهم
رجع معاه الرائد منذر بنوري، الوكيل بالبحرية الوطنية سفيان بن جمالة
طلق رصاص من أعلى العمارة : إصابة الرائد بنور في الكتف و قنص الوكيل بالبحرية سفيان بن جمالة : سفيان بن جمالة كان يرتدي خوذة مضادة للرصاص و واقي صدري : الرصاصة كانت في الرقبة، رصاصة من محترف، رصاصة للقتل العمد
حضرت مروحية عسكرية، تمت ملاحقة القناصة، واحد منهم طاح تكسرت ساقو، واحد آخر تشد و التأخر الغير مفهوم للتعزيز سمح للزوز الأخرين بالهروب
موش كان التعزيز تأخر، حتى الإسعاف، تفيض روح الشهيد الوكيل سفيان بن جمالة في إنتظار طويل للإسعاف
المرحوم الشهيد سفيان بن جمالة
جمع غفير من المواطنين شهدو الواقعة، و تسليم من قام بقنص جنود و تم تصوير عملية التسليم بالفيديو
لكن.. القضية لم يتم التقدم فيها منذ أكثر من سنتين
مروان بوقرة يعلم أرملة الشهيد الي لاهم قناصة لا فمة سلاح، هاذوكم فقط تجمعيين خايفين تخباو على العباد
أكثر، الشهيد الوكيل سفيان بن جمالة يحاكم بعد وفاته لمخالفته التراتيب العسكرية و يحكم بعشر سنوات سجن! إيه نعم، إنه يخلي موقعه أمام بنك الإسكان و يهب لنجدة مواطن معرضا نفسه للخطر، إسمه مخالفة التراتيب العسكرية! ملاحقة القناصة و تأدية الواجب ولا إسمه في عهد رشيد عمار مخالفة التراتيب العسكرية
أتعس، الرائد المصاب بنور اليوم تستعمل معه العصى و الجزرة ليسكت إلى الأبد : فرصة ليعين ملحق عسكري خارج الوطن و في نفس الوقت هو لايزال تحت طائل محاكمة لمخالفة التراتيب العسكرية و يرفض مقابلة أرملة الشهيد و الشهادة في قضية زوجها
الرائد بنور أعلمه مروان بوقرة إنه إذا يحب يشد صحيح في قضيته، يلزمه يستقيل
تعتيم كامل على القضية، ترهيب للشهود، لا أسماء لا محاكمات لمن وقع القبض عليهم
سنتين و القضية في طور التحقيق، سنتين لا تقدم، لا آثار، لا أبحاث، لا سجلات
مهزلة، كارثة، وصمة عار، لكن هذه المرة الأمر يختلف
في ماذا تختلف هذه القضية؟ ماذا تفيدنا؟
أولا، في هذه القضية القبض على القناصة بعد إطلاقهم النار موثق، حضره عدد كبير من الشهود ، الأدلة قاطعة على أن إختفائهم هو بتدبير من الجيش، ولا يمكن التبرير بأنه إشتباه و موش قناصة : وقع القبض عليهم بسلاحهم بعد إطلاقهم النار
ثانيا : إصابة الرائد بنور، تقدمه مخاطرا بحياته يفيدنا أن ضباط لجيش الوطني أبرياء من القناصة، هم تقدمو لحماية المواطنين في مخالفة صريحة للأوامر،إذا مادام الضباط غير مشمولين بالقناصة، و القناصة إختفو بعد أن تسلمهم الجيش فموضوع القناصة قد يكون إذا من مشمولات القيادة العليا أو لعلها مآمرة سياسية قيادات الجيش طرف فيها أو ربما مدبرة مع مخابرات أجنبية و لا علاقة بضباط الجيش بها، ما يؤكد هذا : تأخر التعزيزات مما سمح لزوز قناصة بالهرب
ثانيا : إصابة الرائد بنور، تقدمه مخاطرا بحياته يفيدنا أن ضباط لجيش الوطني أبرياء من القناصة، هم تقدمو لحماية المواطنين في مخالفة صريحة للأوامر،إذا مادام الضباط غير مشمولين بالقناصة، و القناصة إختفو بعد أن تسلمهم الجيش فموضوع القناصة قد يكون إذا من مشمولات القيادة العليا أو لعلها مآمرة سياسية قيادات الجيش طرف فيها أو ربما مدبرة مع مخابرات أجنبية و لا علاقة بضباط الجيش بها، ما يؤكد هذا : تأخر التعزيزات مما سمح لزوز قناصة بالهرب
ثالثا : محاكمة من تقدم لحماية المواطنين لمخالفة التراتيب العسكرية يوحي بأن من نسق مواقع الوحدات العسكرية كان يعلم مواقع القناصة و يريد ترويع و قتل التونسين دون تدخل الجيش، و المحاكمة هي ليكونو عبرة لمن يعتبر: مخالفتهم للأوامر و تقدمهم لإفتداء تونسيين بدمائهم أفسد المخطط و ترك شهودا قد يكشفون كل اللعبة، هاهم إذن حتى بعد الإستشهاد، يحاكمون، و بكل حزم
هذه القضية هي المفتاح، مفتاح لغز القناصة، مفتاح سقوط رشيد عمار : القناصة أمسك بهم، الرائد بنور مازال حيا (إلى متى؟؟) ، الشهود موجودون : الثورة تكمن في هذه القضية التي يحاول رشيد عمار طمسها، هي كابوسه لأنها الوحيدة التي ترك فيها شهودا و صارت الأمور عكس ما كان مخططا له
العميد بوقرة، بعد عزله في ظروف غامضة، أسر إلى أحد الضباط المتقاعدين أنه لو توفرت له الحماية الأمنية و الرغبة السياسية، بإمكانه فتح ملف القناصة بكل الحقائق، و أن رؤوسا كبرى ستقع..
التضحية بهذه السهولة بجنود من الجيش، تشبه لحد كبير أحداث الشعانبي
الفيديو الأول : القبض على القناص الأول : تسمعون بوضوح :"أنا شديتو، نحيتلو المكحلة، بعد عليه السلاح" و بعد تلسيقه للحيط و أخذ أوراقه الجندي يصيح :"ولد التميمي"
ولد التميمي هذا، الي هاو مصور تشد و بالسلاح في بنزرت.. إختفى! لا وجود له، لا في
الإيقاف لا في ملفات القضاء
الفيديو الثاني : بكل وضوح : أربعة قناصة يستهدفون هيلكبتر عسكرية لقتل جنود و ضباط
هل أرواح الضباط و الجنود رخيصة لهذا الحد؟ لماذا من قنص و قتل أولاد هذا الوطن يختفون؟ لمصلحة من يختفون و تختفي آثارهم؟ كيف يقبل العسكريون هذا؟ مكان الشهيد الجملي كان من الممكن أن تموت أنت، و أن يتستر رفاق السلاح على من قتلك و تهان أرملتك و يذل أبنائك بعدك
من يلقي بالعسكرين للموت؟ من أجل ماذا؟ من يخفي القتلة؟
الصور واضحة! القتلة قبض عليهم الجيش، تصرف ضباط الجيش و جنوده : إطلاق النار على القناصة، التعرض للموت يرفع عنهم أي شبهة، هوما زادة عداوها عليهم..
يقعد كان القيادة العليا..
الفيديو الأول : القبض على القناص الأول : تسمعون بوضوح :"أنا شديتو، نحيتلو المكحلة، بعد عليه السلاح" و بعد تلسيقه للحيط و أخذ أوراقه الجندي يصيح :"ولد التميمي"
إنتبه، الفيديو به كلام بذيء
ولد التميمي هذا، الي هاو مصور تشد و بالسلاح في بنزرت.. إختفى! لا وجود له، لا في
الإيقاف لا في ملفات القضاء
الفيديو الثاني : بكل وضوح : أربعة قناصة يستهدفون هيلكبتر عسكرية لقتل جنود و ضباط
هل أرواح الضباط و الجنود رخيصة لهذا الحد؟ لماذا من قنص و قتل أولاد هذا الوطن يختفون؟ لمصلحة من يختفون و تختفي آثارهم؟ كيف يقبل العسكريون هذا؟ مكان الشهيد الجملي كان من الممكن أن تموت أنت، و أن يتستر رفاق السلاح على من قتلك و تهان أرملتك و يذل أبنائك بعدك
من يلقي بالعسكرين للموت؟ من أجل ماذا؟ من يخفي القتلة؟
الصور واضحة! القتلة قبض عليهم الجيش، تصرف ضباط الجيش و جنوده : إطلاق النار على القناصة، التعرض للموت يرفع عنهم أي شبهة، هوما زادة عداوها عليهم..
يقعد كان القيادة العليا..
هذه القضية هي آخر ما بقي بعد أن طمست كل الآثار، بعد أن تعملت المسرحية و كملت، أقوم بواجبي كمدون و كإبن عسكري و كإبن شهيد في نقل أطوارها إليكم، متحملا عواقب سخط رشيد عمار و إنتقامه، القضية أمامكم، في عهدتكم، سيسألكم أبنائكم و التاريخ..هل أديتم واجبكم نحو الوطن و نحو الشهيد الوكيل بالبحرية سفيان بن جمالة الذي ألقى بنفسه أمام فوهات البنادق لتأمنو ؟ اللهم قد بلّغت